قدم الجناح السعودي في الدورة 59 لمعرض الفنون الدولي في بينالي البندقية الفنان مهند شونو الذي صاغ ”منطق الشجر ؛ وهو عمل فني تركيبي ضخم يغطيه سعف النخيل المجفف والمطلي، وتحركه آليات تعمل بضغط الهواء، حيث اخترق الجسم المبهم امتداد المساحات، وتمدد وتقلص بوتيرة متقطعة كما لو كان يتنفس. برز هذا العمل من استقصاء الفنان للخط وقدرته الثنائية على كل من الخلق والتدمير.

تمثل الدافع لممارسات مهند شونو في رفضه للجمود كما تجسدها قوة الخط، وتأثير الكتابة، وتوليد الأفكار؛ حيث يعد ترك الأثر ورسم الخط مهمة أساسية لدى الفنان؛ بدءاً برواياته المصوّرة ورسوماته الأولية، ووصولاً لأعماله الفنية التركيبية الروبوتية الأخيرة، فإن ترْك الأث ر على أي سطح يمثل ممارسة للتمكين في الابتكار وإعادة الابتكار. تبنى مهند شونو الغموض، واستخدم الخط كأداة للإبداع؛ فصيغ عمله ”منطق الشجر بناءً على الدافع الجوهري لممارساته والمتمثل بالاستجابة لتجاربه الشخصية، وللتقاليد، والأساطير، وعالم الطبيعة؛ من خلال استكشافه للخط وقدرته على توفير احتماليات عديدة.

استقى مهند شونو الإلهام من قصة الخضر كي يحقق في دورات الحياة وقوة الطبيعة والتجدد؛ إذ ينمو هذا العمل أياً كانت الظروف التي وجد فيها. وقد شكلت هذه المرجعيات ممارسة تخيلية تستعيد وتصور الخط بطريقة تمنحه القدرة على التجدد والازدهار والنمو.

ومن خلال الربط بين الروح المبدعة وقوة الطبيعة؛ كان يشيرمنطق الشجر“ ملمّحاً إلى الطبيعة حين يتَلوَّت وكافحت للبقاء وتجرّدت من جلدها مبشرّة بأمل إعادة الولادة والبدايات الجديدة، كما نقل رسالة حكمة ووعداً بالتجديد؛ إذ تنمو الشجرة كتعبير عن الصمود في وجه القوى التي  كانت تحاول الحد من امتدادها.

المفوّض: هيئة الفنون البصرية