تماشياً مع موضوع الدورة الثامنة عشرة لمعرض العمارة الدولي – “The Laboratory of the Future” (مختبر المستقبل) – ينظر الجناح الوطني السعودي في العلاقة التكافلية والتلازمية بين الماديّ واللامادي، والتي تسمح بتشكيل فكرة عن تأثّر الناس بمحيطهم وتفاعلهم معه في بلد ما، وتفسير هذا التأثر والاستجابة له؛ وذلك من خلال رحلة تفاعلية تسلّط الضوء على السرديات المضمَّنة في المواد، أي الصفات المادية واللامادية التي تحدّد طبيعة الفضاءات والأماكن والأشياء. وتتّخذ الرحلة من التراب نقطة انطلاق لها من أجل استكشاف وتجريب المواد العضوية والتوصل إلى أرضية يُبنى عليها مستقبل الإرث والممارسات.

يمتدّ المعرض في أقسام متعددة تتيح للزائر اختبار رؤية القيّمين الفنيين من مختلف أوجهها، والاطلاع على مفردات العمارة السعودية ولبناتها الأساسية، وذلك بقصد تقديم التجريب كنافذة للولوج إلى الأساسيات، تسمح للزائر بالخوض في تجربة حسية فطرية تدفعه للتوصل إلى استنتاجاته الاستقرائية الخاصة بعيداً عن التحيّزات الواعية واللاواعية.

ويركّز الجناح على مفهوم الممارسة التعاونية كأساس لمختبر المستقبل، داعياً الزائر إلى التملّص من دور المتفرّج ليصير عنصراً فاعلاً من عناصر هذه التجربة التي ترى في العمارة والمواد عمليةً متواصلةَ التطور يقودها الممارسون والمستخدمون على حدّ سواء.

في استكشافه لمفهوم “مختبر المستقبل” فيما يتعلّق بجوهر المواد، تعاون الفريق القائم على المعرض مع عدد من المؤسسات والمنظمات الشعبية والمعماريين والممارسين من أجل تشكيل نظرة ثاقبة تجاه التجارب والابتكارات المختلفة الجارية في المملكة العربية السعودية والمنطقة.

نواجه جميعُنا اليوم التحدياتِ نفسها، كما أن تقصّي المرء لمكانته وإرثه وانتمائه، إنما يتأصّل في كل إنسان. عسى أن تجد الهويات والوقائع والآفاق المتنوعة في هذه النظرة المشتركة للمستقبل أرضيةً مشتركة تمكّنها من التعامل مع معضلات الغد.